استيقظت الدنيا مع نور الفجر الفضي ، وملأ الجو نسيم رائع . تمايلت أوراق الشجر ، فرحة بميلاد يوم جديد، تكاثفت السحب الباردة ، وتجمعت قطرات الندى ، تتأهب لبدء رحلتها إلى الأرض ، متلهفة للقاء النباتات والأزهار وأوراق الشجر . سقطت قطرة الندى فوق ورقة الشجرة ، التي اسقبلتها فرحة قائلة : أهلاً .. أهلاً ومرحباً بك ، يا قطرة الندى . قالن قطرة الندى : شكراً لك ايتها الورقة على حسن اسقبالك وترحيبك ، لقد قطعت مسافة طويلة حتي أصل إليك يا ورقة الشجر ، منذ كنت يوماً قطرة وسط امواج البحر ، فسقطت اشعة الشمس على وجهي ذات يوم ، واشتدت حرارتي ، وتبخرت في الهواء ، صاعدة إلى السماء ، وهناك لقيت قطرات كثيرة قد تبخرت قبلي . سألت الورقة : وماذا حدث لك بعد ذلك . أجابت القطرة : اتحدت مع أخواتي القطرات ، وكونا سحاباً ، وظللت هكذا عدة أيام ، تدفعنا الرياح ، فنتحرك من مكان إلى اخر في السماء . حتي اشتدت برودة الجو مساء امس ، وقبل بزوغ الفجر ، كنت قد اصبحت قطرة ماء مرة اخرى ، متأهبة لرحلة العودة إلى الأرض . فقالت الورقة ضاحكة : وبقيت الرحلة ، كانت عندي . كم أحبك ايتها القطرة الغالية ، انت سر حياتي . زاد بريق القطرة ، وتلألأ وجهها ، ولمعت الورقة ، وزادت نضارتها ، وصارت القطرة والورقة شيئاً واحداً ، كم انت عظيم يا يارب !!