مع هطول المطر ، سقطت انا واخواتي القطرات على صفحة نهر النيل ، ذلك النهر العظيم ، شريان الحياة في مصر .. كنت فرحة للغاية بأنني اصبحت جزءاً من هذا النهر الخالد . قابلتنا امواج النهر بتحية ؛ إذا ارتفعت إلى أعلى في ابتسامة صافية ، ولم يلبث الهواء ان داعب جبهتي ، قائلاً : اراك مبتسمة وسعيدة يا قطرة الماء ؛ لأنك تبدئين رحلتك بين أمواج نهر النيل . اجبت قائلة : عندك حق ، فأنا أعشق هذه البلاد وأهلها ، ومع ان النيل شريان الحياة في مصر ، إلا ان المصريين هم الذين صنعوا هذه الحياة ، ببراعتهم واجتهادهم وجعلوا ارضهم مهد الحضارة . قال الهواء ، وقد ارتسمت على وجهه علامات عدم الرضا : لقد تبدلت أحوال المصريين وأفعالهم ، فلم يقدروا النيل حق قدره .. إنهم يلقون فيه بالمخلفات ، ويغسلون فيه اوانيهم وملابسهم وينظفون حيواناتهم ، وترمي المصانع نفاياتها في مياهه ، ويصيدون اسماك النهر بالمبيدات . قلت نادمة : لقد ضاعت فرحتي بوصولي إلى نهر النيل ، ماذا يمكنني ان افعل الآن ؟ ما الحل إذن ؟ قال الهواء : ليس هناك حل إلا ان يعود ابناء مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق