دق الجرس معلناً موعد طابور الصباح . فوقف التلاميذ يستمعون إلى كلمة الصباح ، وكانت عن إتقان العمل ، وأمير يرهف السمع إلى زميله الذى يلقى الكلمة . وبعد انتهاء الأنشطة الصباحية توجه التلاميذ إلى فصولهم فى همة ونشاط . جلس أمير بجانب صديقه نبيل ، وبدأت الفترة الأولى ، وكانت مخصصة للأنشطة الرياضية . رحب المعلم بالتلاميذ ، وهنأهم بالعام الجديد مؤكداً أهمية الانتظام والعمل الجاد من أول يوم ، وانتهت فترة الأنشطة الرياضية لتبدأ فترة اللغة العربية ، والتلاميذ سعداء بترحيب المعلمين ، وانقضت الفترة فى التعارف والترحيب . وهكذا انقضت فترات اليوم الدراسى الأول . عاد أمير إلى البيت ، وهو يشعر بالضيق وفى هذه اللحظة قفزت إلى ذهنه أحداث اليوم الدراسى الأول فى العام الماضى بأحد البلاد الأجنبية ؛ حبث كانت والدته فى بعثة للدراسة هناك ، تذكر أمير هذا اليوم ، لقد كان يوماً مختلفاً ، فلم يطل المعلمون الترحيب بالتلاميذ ، ولم تطل الأحاديث الإذاعية عن العمل ، وإنما كان اليوم من بدايته إلى نهايته مليئاً بالأحداث ، أنجز التلاميذ فيه كثيراً من الأعمال ؛ فقد ذهبوا إلى المكتبة ، ودخلوا حجرة المناهل ، ومارسوا الأنشطة الرياضية . ومما استرعى انتباه أمير حب هذه البلاد للعمل ، وعشقهم له ؛ فعامل النظافة وكل أصحاب المهن الأخرى يؤدون أعمالهم على الوجه الأكمل ، ولم يلحظ أكتظاظ المستشفيات بالمرضى ، فالعمل يزيد من قوة الإنسان ، ويهبه القدرة على مواجهة الأمراض ، والكسل يورث الفتور . تنبه أمير إلى صوت أخته تقرأ قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )) فى أول درس لها فى اللغة العربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق