سأل بساط الريح : ماذا تعرف يا بكار عن مخزن الحضارة المصرية القديمة ؟ بكار : هل تقصد مدينة أسوان ؟ بساط الريح : لا ، إنها ليست أسوان ، بل مدينة الأقصر ، التي تضم أكثر من ثلث آثار العالم ، وبالمناسبة يا بكار ، الأقصر هي طيبة عاصمة مصر في قديم الزمان . بكار : نعم . نعم ، لقد تذكرت الآن ما قرأته عنها ، إن الأقصر جمع قصر ، وقد أطلق عليها العرب هذا الأسم مع بداية الفتح الإسلامي لمصر ، وقرأت أيضاً أنها أهم مشتى سياحي في مصر ، ومركز جذب لعشاق الحضارة الفرعونية . بساط الريح : صدقت يا بكار ، هيا بنا نحلق فوق مدينة الأقصر . بكار : أنظر . أنظر ، هذه بوابات إلكترونية حول جميع المواقع الأثرية المفتوحة ؛ لتأمينها ضد السرقة . بساط الريح : وهذه أفواج كثيرة من السائحين ، إنهم يقفون في انبهار أمام معبد الأقصر ، ومعبد الكرنك ، ومقابر وادي الملوك والملكات ، والمعابد الجنائزية ، ومقابر الأشراف ، وهذا معبد الملكة حتشبسوت الذي يسمي أيضاً : معبد الدير البحرى . بكار : إن السائحين يا صديقي ينظرون بإعجاب ، وإجلال إلى آثار أجدادنا الفراعنة ، إنهم يقفون في جماعات ، كل جمعة في ناحية ، تستمع إلى المرشد السياحي ، إنني أستمع إلى لغات شتى : الإنجليزية ، والألمانية ، والإيطالية ، والفرنسية . والسائحون يتأملون هذه الآثار الخالدة ، وأنوار المصابيح ، وهذا الهدوء يجعلنا نعيش جميعاً في أعماق التاريخ . حقاً إن الأقصر وما فيها يشير إلى عبقرية الإنسان المصرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق