الأحد، 11 مايو 2014

سيوة والسلام

فى مساء الخميس تتجمع اسرة أمير كعادتها ؛ ليعرض كل فرد من أفرادها إنجازته على مدار الأسبوع ، ومن أغرب ما حكى فى هذه الليلة ما روته الأم عن عادات أهالى سيوة عندما يكون القمربدراً ، لم تحك الام بلسانها ، ولكن عرضت فيلماً تسجيلياً عن هذه العادات باستخدام الكمبيوتر . يبدأ المشهد قبل غروب الشمس بالحمائم تحلق على جبل الدكرور بسيوة ، وعلى سفح الجبل يتجمع شباب وشيوخ ونساء وأطفال على مائدة كبيرة ، ولا تمتد أى يد إلى الطعام حتى يأذن القدوة من أعلى مكان فى الجبل ، وذلك بأشارة من يده ، وفى هذه اللحظة تبدأ الاحتفالات ، وهنا يرتفع صوت أمير قليلاً ليسأل أباه : من هؤلاء الناس يا أبي ؟ ومن يجلب لهم الطعام ؟ الأب : هؤلاء يا بنى أهالى سيوة ، وكما تلاحظ فإن الجميع يفترشون الأرض ، لا فرق بين غنى ولا فقير ، وقد اشترك الجميع فى إحضار الأطعمة ؛ كل حسب مقدرته . وهنا علقت الأم : إن ما تراه يا أمير أعظم أحتفال لأهل سيوة ، ويستمر ليالى عدة ، وهى الليالى التى يسطع فيها ضوء القمر . أميرة : وماذا يفعلون في هذا الاحتفال غير تناول الطعام والشراب ؟ الام : تعالوا معاً لنرى ماذا يفعلون . 
يظهر على الشاشة أهالى سيوة وقد فرغوا من طعامهم وبدءوا في الغناء وتغرب الشمس وتختفى رويداً رويداً ويخفت صوت الغناء ، ويتحلق الجميع حول أحد الشيوخ وهو يروى قصصاً عن بطولات أبناء القبيلة ويستمر الحكى حتى يسطع القمر بنوره الفضي ،فيملاأ الأرجاء وتتلألأ الوجوه ، وفى هذه اللحظة يحكى الشيخ أروع قصة عند أهالى سيوة ، وهى قصة الشيخ الذي أذاب الخلافات بين القبائل السيوية في الشرق والغرب . أمير : هل يحتفلون بهذا العيد كل شهر يا أبي ؟ يبتسم والد أمير قائلاً : ان هذا الأحتفال يحدث كل عام ، احتفاء بالصلح بين القبائل السيوية ، وعودة الحب والوئام بينها . أمير : ما أجمل أن يحيا الناس فى سلام ! انصرف الجميع إلى مضاجعهم تداعبهم أناشيد الحب والسلام . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق